أسماء بنت أبى بكر وأخت " عائشة " أم المؤمنين .
تزوجت من " الزبير بن العوام" وأنجبت منه" عبدالله بن الزبير" أول مولود فى الإسلام بالمدينة المنورة بعد الهجرة النبوية وولدت بعد عبدالله- عروة- المنذر -عاصم- خديجة -المهاجر- ام الحسن -عائشة .
أخوها : عبدالله بن ابى بكر " وكان شقيقها عر فت " أسماء " بالعقل والنبل والشجاعة والكرم وقد تجلت عبقريتها أثناء الهجرة .
فعندما أذن الرسول لأصحابة بالهجرة من " مكة " إلى " المدينة ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحبة " أبى بكر" ليخططا سويآ للهجرة .
كانت أسماء وأختها عائشة يجلسان معها وسمعآ مادار بينهما وقرارهما الإختفاء فى غاز بجبل " ثور "فكتمآ الأمر إيمانآ منهن بان حياة رسول الله وصاحبه فى خطر.
وعندما أنطلق الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وخرجا من مكة ثار ابو جهل ومن معه من الكفار وانطلقوا إلى دار " أبو بكر " وهناك وجدا إبنته " أسماء " فقالوا لها :
- أين أبوك ؟
قالت بقوة المؤمن : لا أدرى .
وإشتد بينهما الحديث فلطمها "أبو جهل " على وجهها لطمة شديدة علمت فى وجهها ومع ذلك لم تخبرة بمكان الرسول بل تحملت الإهانه وإزادادت إيمانآ وعزيمة
وفى كل ليلة كانت " أسماء " تقطع ثلاثة أميال على قدميها لتذهب إلى الرسول وصاحبة تزودهما بالماء والزاد معرضة نفسها للخطر الشديد . كانت تقطع المسافة الطويلة بين مكة والغار غير مبالية بما يمكن ان يحدث لها لو كشف الكفار أمرها .
كان "أبوبكر" قد إستأجرت "دليلآ " ليسير معهم فى الصحراء ويعرفهم بالطريق ..... ولما حضر الدليل كان معه بعيران أحدهما للرسول صلى الله عليه وسلم والأخر لصاحبة وبعير ثالث له فأدرات "أسماء " ات ترتبط الطعام والماء فى رحيلى المهاجرين فلم تجد شئ تربطهما به فشقت حزامها وشددت به السفر فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذات النطاقين"
تمر الأيام سريعة ......... سريعه.... وتبلغ "أسماء" من العمر مائة سنة وذات يوم كان الناس فى مكة خائفبين فزعين يدعون الله وأمير المؤمنين "عبدالله بن الزبير" يصلى ويدعوزا الله أن يكشف عنه وعن مكة هذه الغمة .. اتعرفون ماذا حدث ؟
لقد جاء " الحجاج بن يوسف الثقفى وحاصر مكة وضرب الكعبة واوشكت الحرب على القيام خاصة بعد أن خذل القوم "عبدالله " ولم يبق معه إلا قليل .
فذهب عبدالله إلى أمه أسماء وقال لها :
- قد ألح علينا أعداؤنا بالحجارة وقد علمت أنهم سيهجمون علينا هجومآ ليس بعده هجوم .. فما أفعل يا أماه؟
قالت أسماء:
- يا بنى عش كريمآ أومت كريمآ ولا ترضى الدنيا فغن الموت لايد فيه . إن كنت أرادت الدنيا فبئس العبد أنت .يا بنى أمضى على بصيرتك واستعن بالله .
فأمسك "عبدالله " بالدرع ورحل وقد إعتتزم على الحرب وهنا .. سقطت دمعتان على خدها .. أى أم هذه ؟!
نعم الأم والله يا أسماء ..لقد تمالكت نفسها أمام إبنها حتى لا يضعف ورضيت أن يموت شهيدآ على أن يقضى بقية حياته ذليلآ .
وحانت لحظة القتال وتدفقت الجيوش إلى الكعبة ،والتحمت وهاهو " عبدالله" يضرب بسيفة ذات اليمين وذات اليسار يصول ويجول فالتف حوله مجموعة من الفرسان وضربوه فسقط " عبدالله " شهيدآ فى ساحة الكعبة .
علمت " أسماء " بمقتل ولدها وإستشهاده فإبتسمت إبتسامة حزينة وقالت : اللهم شرفنى بقتلة .
أقبل الناس على " أسماء" يعزونها وجاء" الحجاج"
وعندما جلس قالت :
- من هذا الرجل؟
- وقالوا : الحجاج.
قالت : يا حجاج قتلت عبدالله .
قال: بلى : أنا قاتل الملحدين.
قالت : بل أنت قاتل المؤمنين الموحدين .
يا حجاج لقد أفسدت على ولدى دنياة وفسدت عليك آخرتك .
يالها من إمرأة !! إمراة عظيمة النفس .. كريمة الخلق مؤمنة بربها وقضاءها ...
نعم .. أنت يا أسماء قدوة لأمهات المسلمين وما يعتبر إلا أولو الألباب .
إنها إمراة مجاهدة .. ضربت المثل الأعلى فى الشجاعة والإقدام وسجل لها التاريخ أروع المواقف .. فهى مثل يحتذى به .
وفى عام 73 هـ لقيت " أسماء " ربها راضية سعيدة رحمها الله .